بعيداً عن الوهم او اتهام البعض بالحرص على المصلحة الوطنية التي يتفهمها ويقدرها كل مواطن فلسطيني ويتفق عليها ويتوافق معها وعمودها الرئيسي الوحدة الوطنية وتلاحم الجبهة الداخلية والحفاظ على انسان القضية وكرامته كونه يمثل الرصيد الاستراتيجي للحرية والاستقلال ..نجد ان هناك من ضرب عرض الحائط بكل المفاهيم والقيم النبيلة والاصيلة ...ويصر ان يفرض مفاهيم جديدة على الساحة الفلسطينية تبدأ من القسمة والانقسام ولا تتوقف عند حرمة الدم واي من المحرمات والحرمات العظيمة....ويأتي السلوك اليومي الممارس من قبل حماس ومليشياتها كنموذج خارج عن النص الفلسطيني ويتعارض مع رؤى الكل الوطني خصوصاً في التعاطي مع القضايا الداخلية ....اذ ان هذا التيار الاسلاموى بامتدادته الاقليمية يرى ان التاريخ الوطني الفلسطيني يبدأ من حيث بدأ ولا يقبل ان يرى اي اخر فلسطيني الا بموقع التابع لمواقفه او التماثل مع احلامه وطموحاته والا فهو خصم يرتقي الى مرتبه العدو بالتكفير والتخوين والتعهير...ولا مانع لدى حماس وقياداتها من استخدام كل ادوات ووسائل الخداع والتضليل وصولاً الى القتل والشطب والالغاء المادي والمعنوي باعتبار انها تخوض حرباً مقدسة لبناء امارتها ومشيختها المتأسلمة في غزة وصولاً لاقامه الخلافة الاسلامية العالمية وفق الرؤية الاخوانجية...لذلك فان التحولات اليومية في المواقف والتقديرات التي تلت الانقلاب الاسود على السلطة الشرعية في غزة أصبحت تمثل السمة العامة لقيادة حماس في الداخل والخارج سواء في النظرة الى اسرائيل والتفاوض والاتفاق معها او شكل العلاقة مع الاحتلال او مايقربها لذلك حتى وان كان رئيس سابق للولايات المتحدة الامريكية مثل جيمي كارتر التي اعتبرت حماس وقياداتها ان لقاءه بها يعتبر فتحاً استراتيجياً على المستوى السياسي...كما ان طريقة وافق تعاطيها مع مفاهيم التهدئة مع الاحتلال الاسرائيلي فيها من المرونة غير المسبوقة وكما يقول مفتي الانقلاب الاسود يونس الاسطل ان في التهدئة بركه حتى وان كانت ناقصة اي بمعنى اخر انه لا يجب ايلاء الانتهاكات والخروقات الاسرائيلية للتهدئة اي اهتمام والاهم ان تستمر وهو ما يتناقض تماماً مع مواقف حماس في كل عمليات التهدئة السابقة التي أبرمتها السلطة الوطنية... وفي غمرة الحديث عن مبادرة الرئيس أبو مازن للحوار الوطني ولقاءات اليمن والسنغال وزيارة وفد الرئاسة الى غزة والامل الفلسطيني باستعادة اللحمة الوطنية وانهاء حالة الانقلاب الاسود وما ترتب عليه من انقسام على الساحة الفلسطينية... بدأت حماس ووسائل اعلامها بشن حملة استباقية في التشكيك بشرعية الرئاسة الفلسطينية أعقبها قيام رئيس حكومة الانقلاب بانتهاك مكرر لحرمة المقر الرئاسي في غزة (المنتدى) وتحويله الى مقر لأحد أجهزة الأمن والمليشيا الخاصة بسلطة الأمر الواقع هناك...وهو بذلك يوجه رسالة واضحة وصريحة لمن يعتقد للحظة بأن قادة الانقلاب الاسود يمتلكون الحد الادنى من الجدية للدخول في حوار وطني شامل أو حتى ثنائي مع حركة فتح..
