>
> كان في غرفته, يلملم ملابسه في حقيبة إلى جانب باقي متعلّقاته, على المنضدة القريبة كانت استقالته موقّعة ومختومة حسب الأصول, وبجوارها تقبع ون-واي تيكت إلى جزر القمر.
> كانت ملامح وجهه في تلك اللحظات تنطق بالحزن, الكآبة, الإحباط, اليأس, وقلّة الحيلة... مع دهشة مزمنة ارتسمت عليه منذ فترة ليست بالقريبة, واعترافٍ بالعجز والفشل.
> إبليس راحلٌ عن بلادنا إلى غير رجعة... فليفرح المؤمنون...
>
> - وين يامسهّل؟ ليش عم بتضبّ اغراضك؟
> - يازلمة ماظلّلي قعدة عندكو, إلي سنين عاطل عن العمل وقرّبت أموت من الجوع.. بلاقيش معك سيجارة ياخوك؟
> مش قاطع فيكو لا وسواس ولا خنّاس! كنت زمان بوسوس للوحدة تسيب ابنها يعيّط وهي بتحكي مع جاراتها, هسّة صاروا لحالهم يرموا اولادهم في الحاوية أوّل مايجوا!
> كنت أوسوس للواحد ينسى يسمّي الله قبل مايوكل, هسّة بطّل حدا لاقي إشي يوكله! يازلمة إذا أنا إبليس تسمّمت بالشاورما!
> كنت برضو بوسوس للشب يرميله كلمة ع البنت وهي ماشية بالشارع, صاروا البنات يطقّسوا ع الشباب بكلام أنا نفسي بستحي أحكيه!
> واحد بسرق 6 مليون دينار عينك عينك بحبسوه 3 سنين في فيلاّ ع شطّ العقبة, وتنين بنبشوا في مكبّ الزبالة بتطخّهم الشرطة, إنتو بدّكو إبليس إنتو؟!
> صار عندكم فائض في الفساد بكفّي 30 سنة لقدّام, صرت أخاف على حالي منكم!
> يازلمة مرّات بضطرّ أوسوس بالشقلوب وأقول للمسؤول إرحم وللحرامي بكفّي خلّي شويّ للحراميّة اللي رح ييجوا بعدك!
> يعني إذا إنتو لحالكو سمالله بتعملوا كل هالبلاوي, أنا إبليس شو أعمل؟ أشتغل شوفير تكسي يعني ولاّ أفتح صالون حلاقة؟ ماظلّ غير أقدّم للأوقاف يعيّنوني واعظ أو إمام جامع!
>
> ثمّ فتح الباب وانطلق خارجاً إلى غير رجعة..
>
>