أنسان المدير العام
عدد الرسائل : 1062 العمر : 114 الموقع : http://sdmar.blogspot.com/ العمل/الترفيه : أنسان المزاج : زي البحر المهنة : ]uhx : أعلام الدول : السٌّمعَة : 5 نقاط : 2386 تاريخ التسجيل : 07/06/2008
| موضوع: لبنان وفلسطين.. والانفلونزا الأصولية - الديمقراطية الخميس أغسطس 20, 2009 1:34 am | |
| زمان، ادّعى القيادي الكتائبي كريم بقرادوني لنفسه أنه "أكثر الكتائبيين فلسطينية". من جانبي سأدّعي أن الروائي والكاتب اللبناني إلياس خوري هو "أكثر اللبنانيين فلسطينية".. وأما أنا، فليتني أزعم لنفسي أنني "أكثر الفلسطينيين لبنانية". لستُ حيادياً في "موقعة حزيران" الانتخابية بين المعسكرين الآذاريين (قوى 14 آذار، وقوى 8 آذار)، كما أنّ إلياس خوري ليس حيادياً في الخلاف الداخلي - الانقسامي الفلسطيني. هذان البلدان والشعبان، وهما الأكثر تجربة كفاحية بين البلدان العربية وشعوبها في صراع الأمّة مع العدو الإسرائيلي، والمرشّحان الأبرز، أيضاً، لإرساء ديمقراطية عربية؛ يخوضان ما يشبه "جهاد النفس" لبناء وطنية - كيانية بخيار ديمقراطي يتناوشه نزاع مركّب: خارجي مع إسرائيل (ودول المحيط العربي - الاقليمي)، وداخلي بين القوى الوطنية - الليبرالية، وتلك الأصولية - الراديكالية، والأخيرة تتوسّل دورها البارز حالياً في النزاع الأوّل لترجيح دورها في النزاع الثاني. الظروف تختلف تاريخياً، والتجربة تتفاوت أيضاً. لبنان يتشعّب طوائفياً بما في الشُّعَب المرجانية من تعقيد وبساطة، غنى وجمال.. ولكن المعضلة تبقى كما هي: موقع الطائفة من الكيان، وموقعهما معاً في بناء وطنية لبنانية تعددية. ديمقراطية. أما فلسطين، التي كان شعبها يبدو من الأكثر انسجاماً طوائفياً بين الشعوب العربية، والأكثر ائتلافاً وطنياً في كفاحه، فإنّ حركته الوطنية، التي كانت تبدو، لزمن قريب خلا، من بين أكثر حركات التحرّر الوطني ديمقراطية داخلية، أصيبت مفاصلها بما يشبه داء "الروماتيزم" الأصولي. هناك الكثير من الفوضى التي تضرب أطنابها في الدول العربية، وزادها حدّة واحتداماً انحسار العروبة السياسية لصالح الأصولية الدينية. لكن، لعلّ لبنان وفلسطين يعانيان أكثر من بقية الدول العربية متلازمة ثلاثية: نزاع مع إسرائيل (والجيران العرب!)، خيار سياسي ديمقراطي (تمتطيه الحركات الجهادية - الأصولية)، وبلورة كيانية وطنية (في حالة لبنان) وبناء كيانية وطنية (في حالة فلسطين). في هذه المتلازمة جانبها من الصحّة، بما مكّن الإسلام - الجهادي من الانخراط في العملية الانتخابية والمشاركة في السلطة بوزن وتأثير أكبر من مشاركة الإسلام - السياسي السلفي في انتخابات عربية أخرى، تظلّ أقلّ ديمقراطية من النموذجين، الفلسطيني واللبناني. لكن، في المتلازمة ذاتها جانبها الآخر والخطر، لأن للإسلام - الجهادي امتداداته الاقليمية والعالمية، التي تجعله، أحايين كثيرة، يقدّم "الدعوة" على "الوطنية". هذا خطير على فلسطين أكثر من لبنان، لأنّ الأولى في مرحلة ما قبل إحراز الكيانية الوطنية. هناك، تأثير متبادل بين الكفاحيتين الفلسطينية واللبنانية، وتأثّر متبادل بين سيطرة هاتين الكفاحيتين على مفاصل الحياة الديمقراطية اللبنانية، والتجربة الديمقراطية الفلسطينية. في ظاهر التحالفات لمعسكري آذار اللبنانيين، يبدو الاستقطاب الطوائفي أقلّ حدّة عمّا كان ابّان الحرب الأهلية الكبيرة (1975 - 1990)، لكنه أكثر خطورة مع ذلك، في الجواب على السؤال الذي يقلق أهل لبنان: هل تسير عملية "لبننة" بموازاة دمقرطة، أم باتجاه "أسلمة لبنان" على المدى البعيد؟ تبدو الكتلة الشيعية (حزب الله وحركة أمل) الأكثر انسجاماً من بين الطوائف اللبنانية الرئيسية، في حين تبدو تحالفات الكتلة السنية (تيار المستقبل) أقلّ منها انسجاماً.. لكن الكتلة المارونية (المسيحية عموماً) تبدو الأقلّ من الاثنتين انسجاماً. هذا يعني، في الواقع، أنّ التقاليد الديمقراطية أكثر رسوخاً في الكتلة المارونية، التي تشهد انقساماً بين أحزاب "المارونية المحاربة" القديمة والمارونية السياسية الجديدة، المتمثلة بالتيار الوطني الحر - ميشال عون، حليف حزب الله. بنتيجة الانتخابات البرلمانية اللبنانية السابقة، تمكّن حزب الله، عبر مشاركته في البرلمان والحكومة، من إمساك الديمقراطية السياسية من عنقها بمطلب "الثلث المعطّل"، أي حقّ حزب الله - أمل في "الفيتو". لكن، إذا هبّت الرياح المواتية في أشرعة قوى 8 آذار (الأقليّة الآن)، فمن المحتمل أن تغدو الكتلة البرلمانية الأكبر، إذا دعمها حلفاء سورية من الموارنة والسنّة والدروز (تيار أرسلان). سيكون هذا "انقلاباً ديمقراطياً" لبنانياً، متأخراً عن "الانقلاب الديمقراطي" الفلسطيني، وربما أخطر منه على "الصيغة اللبنانية"، التي جرى ترميمها في "وفاق الطائف" الطوائفي، الذي أنهى الحرب الأهلية. هناك "إرهاب جهادي" للديمقراطية البرلمانية بلبنان وفلسطين. لأسباب معيّنة، يتقبّل العالم الانقلابات الديمقراطية - السياسية في إسرائيل (وإيران أيضاً)، ولا يتقبّلها في لبنان وفلسطين، لأنّ هذين البلدين قابلان للعدوى وقابلان لنقلها أيضاً. | |
|