25/11/2008م محاكمة القائد أحمد سعدات
يصر الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين على محاكمة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي تم اعتقاله في 15/1/2002م على أيدي أجهزة المخابرات العامة الفلسطينية، و من ثم تم نقله إلى مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات ، بتهمة صلته بقتل الوزير الصهيوني المتطرف رحبعام زئيفي، الذي كان للجبهة الشعبية الشرف و الاعتزاز بقتله ثارا للقائد الشهيد أبو علي مصطفى الأمين العام السابق للجبهة، حيث أعلنت الجبهة الشعبية مسؤوليتها عن اغتياله. و في 29/3/2002م، هاجمت قوات الاحتلال الصهيوني مقر القائد الشهيد عرفات وحاصرته لما يزيد عن شهر مطالبة إياه تسليم أحمد سعدات و رفاقه الأربعة المتهمين باغتيال زئيفي. وفي 1/5/2002م تم نقل سعدات و رفاقه إلى سجن أريحا تحت إشراف بريطاني – أمريكي.
و في شهر كانون أول 2005، و آذار 2006، أبلغت السلطات البريطانية السلطة الفلسطينية بأنهم سينسحبون من سجن أريحا ، و في صباح 14 آذار 2006م، انسحبوا بالفعل ، و بعد عشرين دقيقة وصلت قوات جيش الاحتلال الصهيوني و خطفت سعدات و رفاقه و نقلتهم إلى السجن الإسرائيلي ، و من ذلك الحين و سعدات يقبع في زنازين العدو، و رفض مرارا أن يكون له محام ، رفض مرارا المحكمة و المحاكم، رفض كل التهم التي وجهت له، وطالب من داخل قاعة المحكمة بطرد الاحتلال و مواصلة الانتفاضة و الوحدة الوطنية الفلسطينية.
كان سعدات و مازال له رؤاه حول الوحدة الوطنية الفلسطينية و التي تحدث عنها بوضوح في أكثر من مناسبة، وجاء في مقابلة صحفية له مع مجلة الهدف في ديسمبر 2002، بهذا الصدد ما يلي:
1. الوحدة الوطنية هي وحدة الرؤيا السياسية و السلوك السياسي الذي يجب أن يرتكز و يتمفصل حول الإجابة على سؤال ، كيف يمكن رفع المقاومة و الارتقاء بها، باعتبارها الرافعة لأي انجاز سياسي وطني محتمل.
2. البناء الديمقراطي للأداة القيادية و مؤسساتها التي يجب أن يناط بها تحويل خطوط الرؤيا السياسية العامة إلى وقائع حية على الأرض تستنهض كافة طاقات شعبنا، و بتنوع إمكاناتها و استعداداتها للمساهمة في المعركة الوطنية الكبرى لشعبنا و تستجمع عناصر القوى فيها، و تعيد تنظيمها لزجها في هذه المعركة.
3. يجب أن تشكل أساليب و وسائل إدارة الصراع رافعة لتوسيع المشاركة الجماهيرية و الحاضنة الدولية لنضالنا الوطني في إطار نظم و هياكل و أسس ديمقراطية حقيقية.
و أكد سعدات أن السلطة الفلسطينية التي وصلت إلى طريق مسدود في كامب ديفيد عام 2000، كان من الواجب عليها و خاصة بعد تفجير الانتفاضة أن تتوجه لتركز حوارها مع الداخل الفلسطيني، أن تركز جهودها للحوار الداخلي، لتصليب الوضع الفلسطيني و تسليح الانتفاضة بالرؤيا السياسية الوطنية المتوافق عليها، و التي يأتي في مقدمتها إعادة بناء و تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني ، باعتباره الأداة التشريعية لشعبنا، و غيره من الإجراءات الخاصة بالمجالس المحلية، و المنظمات الشعبية و بناء مؤسسات السلطة.
كم كنا أحوج للالتزام بهذه الرؤيا السياسية، لهذا القائد المناضل صاحب التجربة الكفاحية، و لو كنا فعلنا لما كنا اليوم نبكي على الوحدة الوطنية التي افتقدناها منذ سنوات و التي بفقدانها بات كل المشروع الوطني الفلسطيني مهدد على اثر الانقسام السائد اليوم في الساحة الفلسطينية، و على أثر الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني ، و على أثر السجون الفلسطينية المليئة بالمناضلين، و على أثر الحرب الإعلامية الدائرة بين المتخاصمين في الساحة الفلسطينية.
أكثر من مرة سمعنا سعدات و هو يدعوا إلى حوار وطني و يقول:" نحن مطالبون بالنضال عبر الدعوة والمظاهرة في الشارع و في كافة المؤسسات الفلسطينية لبناء طاولة حوار وطني جاد و مسؤول يمكن من خلاله، أما أن نوفق في توفير الحد الأدنى الوطني السياسي و التنظيمي لتأسيس صرح وحدتنا الوطنية، أو الوصول إلى تفاهم حول إدارة خلافاتنا في إطار وحدة الموقف الفلسطيني العام ، المرتكز على ضرورات استمرار المعركة، معركة الدفاع عن الهوية و الحقوق الوطنية الفلسطينية".
في الخامس و العشرين من الشهر الجاري سيقف هذا القائد أمام محكمة صهيونية، لأنه صاحب هذه الرؤيا السياسية التي تشكل خطرا حقيقيا على الكيان الصهيوني، لأنه صاحب إستراتيجية يحملها و رفاقه ترهب حكومة الاحتلال ، لأنه تحدى الاحتلال و يطالب بطرده، لأنه يحب فلسطين ، لأنه ابن فلسطين، لأنه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لأنه رفيق أبو علي مصطفى و جورج حبش.
أني أراه و هو قادم إلى المحكمة الباطلة و هو يرفع شارة النصر، أني أراه و هو رافع رأسه لا ينحني شامخ كنخيل فلسطين، أني اسمعه و هو يصرخ وحدة وحدة وطنية، لا تنسوا أن تسمعوا صوت سعدات يوم 25/11/2008م من قلب فلسطين.
لا، لن تقتلوا إرادة القتال فينا ، لا .
ولن ينكسوا راية الحزب ، لا ، ولن تسقط لنا قلعة هنا
، لن يسقط غير سرابكم ودولتكم واحتلالكم..