 |
قوات روسية تقصف مواقع في جورجيا (رويترز)
|
نقلت وكالة إنترفاكس الروسية أن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أصدر أوامره بإنهاء العمليات العسكرية للقوات الروسية في جورجيا. من جانبه أعلن نائب قائد الأركان الروسي أناتولي نوغوفيتسين أن قوات بلاده ستبقى داخل جورجيا بعد قرار مدفيديف بوقف العمليات العسكرية داخل الأراضي الجورجية.
وقال المسؤول الروسي إن أي تحرك استفزازي سيقابله رد ميداني. وقد أعلنت جورجيا أن روسيا أوقفت تقدمها في الأراضي الجورجية، لكنها لم تباشر بسحب قواتها.
وقالت روسيا في وقت سابق إن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة مع جورجيا يتمثل في انسحاب الأخيرة من إقليم أوسيتيا الجنوبية، والإعلان أنها لن تلجأ لاستخدام القوة ضد هذا الإقليم الانفصالي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو لم يعد لديها "أي ثقة" في الإدارة الحالية لجورجيا، رغم أن روسيا أكدت عدة مرات أنها لا تنوي احتلال جورجيا أو الإطاحة بالحكومة هناك. وكرر لافروف موقف موسكو بعدم نيتها احتلال جورجيا أو إسقاط رئيسها، غير أنه اعتبر أن "من الأفضل" أن يترك السلطة. وتأتي هذه التصريحات الروسية قبيل ساعات من وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى موسكو، حيث سيلتقي نظيره الروسي ديمتري مدفيديف، قبل أن يغادر إلى جورجيا ليلتقي رئيسها ميخائيل ساكاشفيلي، في محاولة للتوسط لإنهاء التوتر بين الطرفين، ووضع حد للعمليات العسكرية الدائرة في جورجيا وإقليميها الانفصاليين أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وكان الرئيس الفرنسي الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا قد أعلن أمس عزمه على التوصل دون إبطاء إلى اتفاق بين الطرفين، "من شأنه أن يفتح على الفور الطريق أمام وقف العمليات العسكرية".
 |
نيكولا ساركوزي (الأوروبية)
|
وكانت باريس قد اقترحت خطة سلام من ثلاث نقاط يدعمها الاتحاد الأوروبي، تقوم على احترام وحدة وسيادة أراضي جورجيا، ووقف فوري للعمليات العدائية، والعودة إلى الوضع الذي كان سائدا على الأرض قبل اندلاع المعارك، ومن ثم الدخول في مفاوضات لإيجاد تسوية سلمية للصراع القائم بإشراف أطراف دولية.وقد أعلنت جورجيا موافقتها على الخطة، وطالبت بنشر قوات حفظ سلام. اجتماعات طارئة
وفي سياق التحركات الدبلوماسية من المنتظر أن تشهد بروكسل اليوم اجتماعا طارئا على مستوى السفراء للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، لبحث الحرب الدائرة بين روسيا وجورجيا. ويأتي هذا الاجتماع تلبية لطلب من ديمتري روغوزين السفير الروسي لدى الحلف. وقال روغوزين في مؤتمر صحفي عقده بمقر الحلف إن بلاده طلبت هذا الاجتماع لإطلاع دول الحلف على ما وصفه بالحقائق والمعلومات حول الصراع العسكري مع جورجيا قبل اتخاذ أي قرار. وكان الناتو قد اتهم روسيا بانتهاك أراضي جورجيا المرشحة رسميا للانضمام للحلف. وقد اتهم قائد الحلف ياب دي هوب شيفر موسكو بالاستخدام المفرط للقوة، أما سفير روسيا لدى الحلف ديمتري روغوزين فقال إن الناتو لا يملك تفويضا للعب دور مباشر في الصراعات بالقوقاز. من جانبه عقد مجلس الأمن الدولي مساء أمس جلسة مغلقة لبحث مشروع قرار يدعو إلى هدنة فورية بين جورجيا وروسيا قدمه الدبلوماسيون الغربيون في الأمم المتحدة. وحاول أعضاء المجلس الاتفاق على نص يصدر بالإجماع ويدعو إلى وقف إطلاق النار، لكنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على صياغة مقبولة لروسيا التي تمتلك حق النقض (الفيتو) الذي يتيح لها منع صدور أي قرار من المجلس. ودعت المفوضية الأوروبية روسيا الاثنين لوقف العمليات العسكرية في الأراضي الجورجية.
 |
الغرب حمل روسيا مسؤولية تفجر الأزمة (رويترز)
|
وفي وقت سابق قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي تضم إيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا عقدوا اجتماعا بواسطة دائرة تلفزيونية مغلقة الاثنين وحثوا روسيا على الموافقة على وقف إطلاق النار على الفور مع جورجيا واحترام سلامة أراضيها. تصعيد غربي
في الأثناء واصل الغرب تنديده بالموقف الروسي من الأزمة، وقال الرئيس الأميركي جورج بوش في لهجة تحذيرية إن ما تقوم به روسيا في جورجيا يهدد العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا، وحث موسكو على إنهاء عملياتها العسكرية هناك. وقال بوش إن روسيا غزت دولة مجاورة ذات سيادة وتعرض للخطر حكومة ديمقراطية انتخبها شعبها، ومثل هذه الأعمال غير مقبولة في القرن الحادي والعشرين. وفي لندن دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون روسيا إلى قبول عرض جورجيا لوقف إطلاق النار. كما يتوجه رؤساء بولندا وأوكرانيا ودول البلطيق الثلاث عاجلا إلى تبليسي لدعم جورجيا. 
| 
